التعبير عن حيرة الأنسان في العصر الحديث من خلال الصمت في مسرحية "الأيام السعيدة" لصاموئيل بكت بسعاد ماهر محيل, ومنذر عبد الرزاق سبع

الملخص

مسرحية "الأيام السعيدة" (1961) لصاموئيل بكت  تصور بوضوح النقص الحاصل في التواصل بين شخصيات المسرحية والذي يشير إلى حالة الإنسان في العصر الحديث؛ وهذا النقص في التواصل هو الذي قاد الكاتب إلى استعمال الكثير من الوقفات في كل مسرحياته التي كتبها بدلا عن الكلمات، وكان أفضل أسلوب للتعبير عن حيرة إنسان العصر الحديث هو عدم استعمال اللغة في الأعمال المسرحية، فبعد الحرب العالمية الثانية أصبح الناس من دون أمل أو دين أو طعام أوسكن و حتى من دون وطن؛ لذلك عبّرَ بكت عن صوتهم باستعمال اللغة الدرامية المستنبطة من الأشياء اليومية التي كان فيها الصمت جزءً من بناء الجملة كإعادة شعرية، فاللغة لم تعد مهمة بالنسبة لإنسان العصر الحديث ولذلك نراه يسكت ليعبر عن مشاعره. فالتوقف عن الكلام اقوى تأثيراً من الكلمات ذاتها. لذلك نرى الوقفات الطويلة  والقصيرة في كل مسرحيات صاموئيل بكت .في هذه المسرحية يختار الشخوص عدم التواصل بالكلام ، مفضلين الصمت لأنهم فشلوا في التفاعل بعضهم  مع بعض بل وحتى مع أنفسهم. إن طبيعة هذه الدراسة نوعية وهدفها إظهار حالة الإنسان الحديث خلال القرن العشرين. والأنموذج المستعمل هو التحليل النصي. وفي الختام ، يمكن للمرء أن يقول: إن استعمال بيكيت للوقفات والصمت كان للتعبير عن حيرة الإنسان المعاصر والصراع الذي بداخله. كما إن الإنسان الحديث قد فقد تواصله مع الآخرين نتيجة لهذا الصراع.