دور العمال المصريين في الحرب العالمية الثانية

الملخص

تعد الحركة العمالية المصرية أقدم الحركات النقابية في المنطقة العربية، وان الحركة العمالية في أي مجتمع من المجتمعات ماهي في الحقيقة إلا انعكاس لمدى وعي تلك الطبقة في ذلك المجتمع، فإن هذا القياس يتوقف على درجة النمو الاجتماعي الذي بلغته الطبقة العاملة، كما تميزت الطبقة العاملة المصرية بالحداثة في نشأتها مقارنة بالقوى والطبقات الاجتماعية الاخرى، وإرتبط تطورها بمستوى التطور الصناعي في البلاد، وكان الفلاحون وصناع الطوائف الحرفية عماد الانتاج في المجتمع المصري عبر قرون عدة. كما ان الحركة النقابية العمالية تمثل الناحية الانسانية للقوى العاملة عند تلاقيها وتفاعلها مع القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الاخرى، أي إن النقابات هي الجانب الانساني والشعبي للتاريخ الاقتصادي والسياسي، ومن خلال البحث سلطنا الضوء على أهم المشكلات والمعوقات التي واجهت الحركة العمالية المصرية والمتمثلة بالسلطات الحكومية والحزبية مع الاستعمار البريطاني. وبناء على ما سبق، يهدف البحث الى إبراز دور الحركة العمالية خلال الحرب العالمية الثانية وكيف عملت على إنقاذ العمال من الاستغلال الاقتصادي ومكنتهم من الحصول على حقوقهم المشروعة والوقوف أمام الرأسماليين أصحاب رؤوس الاموال. فضلاً عن ذلك فقد عُدّت الحرب العالمية الثانية بالنسبة للطبقة العاملة مدرسة نفسية للتدريب المهني ومدرسة فكرية لفهم مبادئ جديدة كان المستعمر يعمل على نشرها بين أبناء الشعب المصري في مدة الحرب. وبناء عليه إعتمدنا المنهج التاريخي الوصفي و بإسلوب علمي وصولاً الى المنهج التحليلي، وفي ضوء ذلك توصلنا الى مجموعة من الاستنتاجات أهمها: عدم إقتصار حركة النضال للحركة العمالية على مطاليب العمال الخاصة، وانما إمتدت لتناضل من أجل قضية الوطن (قضية الاستقلال والتحرر الوطني).