الجرائم الخارقة للقواعد الاخلاقية: دراسة اجتماعية ميدانية في مدينة بغداد حنين حسن عبد الله, و عدنان ياسين مصطفى

الملخص

أصبحت الجريمة ظاهرة من الظواهر المرتبطة بالاجتماع الإنساني فأينما وجدت التجمعات البشرية وجدت الجريمة والتي تختلف من مجتمع إلى آخر، إذ تعد من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تهدد وحدة المجتمع لأنها تشكل خروجاً على متعارفات المجتمع من قيم وعادات وتقاليد الذي بدوره يصبح خطراً يهدد حياة الأفراد والجماعات والمجتمع ويعرض استقراره وأمنه للخطر، وتركزت أهمية البحث في القاء الضوء على الجرائم الخارقة للناموس الاجتماعي، منها جرائم اغتصاب الأطفال وزنا المحارم والابتزاز الإلكتروني، التي باتت تزداد مساحتها وتتعاظم تداعياتها على الأمن الإنساني للمجتمع، ويسعى هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف منها: تسليط الضوء على طبيعة وأبعاد الجرائم الخارقة للقيم ومنظومات الضبط الاجتماعي وتداعياتها، والتعرف على الأسباب التي أدت إلى انتشار هذهِ الجرائم التي تمثل خرقاً للقيم وتهديدا للنسيج الاجتماعي، وقد اعتمد البحث على منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة، واستند في الجانب الميداني على عينة قصدية من النزلاء المودعين في بعض سجون دائرة الإصلاح العراقية من مرتكبي جرائم اغتصاب الأطفال والزنا بالمحارم والابتزاز الإلكتروني وكان عددهم (150) مبحوثاً، وكذلك اعتمدت الدراسة على عينة قصدية من العاملين والباحثين الاجتماعيين في دائرة الإصلاح العراقي وكان عددهم (50) مبحوثاً، وتم معالجة البيانات إحصائيا ً وبالاعتماد على برنامج (SPSS) فضلاً عن استعمال أدوات الملاحظة، والمقابلة في تدوين المعلومات، أما أهم النتائج التي توصلنا إليها فهي: إن أكثر مرتكبي الجرائم الخارقة للقيم الاجتماعية هم من المستويات التعليمية المتواضعة(أمي، يقرأ ويكتب، ابتدائي) إذ بلغت  نسبهم (%61.3) ، وإن الغالبية العظمى من أفراد العينة هم من الذكور بلغ عددهم (127) بنسبة (84.7%) ، أغلب أفراد العينة (58.0%) ينحدرون من طبقة فقيرة، وتعاني من ظروف الهشاشة.