تحديات الأمن الإنساني وانعكاسها على الطفولة في العراق (قراءة سوسيولوجية في متغيرات الديموغرافيا والتعليم)

الملخص

يحاول الباحث من خلال هذه الورقة قراءة الوضع العراقي الراهن بكثير من البساطة والعمق، البساطة في الطرح، والعمق في حفريات البحث، والتوغل في الجوانب التي كثيرا ما يتم إهمالها أو عدم الاهتمام بها ظنا منا أنها غير ذات أهمية؛ وذلك من أجل تفسير الظاهرة، ووضع بعض التصورات والأفكار الكفيلة بالحل، وتقديم عدد من المقترحات والتوصيات التي يمكن أن تُسهم إلى جانب الأفكار الأخرى المطروحة في المؤتمر في تحديد مصادر تهديد الأمن الإنساني في العراق، والعمل الجاد الحقيقي والحثيث على تحجيمها أو الحد منها والتغلب عليها في سبيل توفير بيئة أكثر أمنا وسلاما للطفولة في البلد ومن أجل الوصول إلى الحالة التي يمكن من خلالها الاطمئنان على أوضاع الأجيال القادمة. سيتم التركيز في هذه الورقة على محوري السكان والتعليم وذلك لإيمان الباحث بأن الزيادة السريعة والمفرطة في عدد السكان يؤدي إلى فجوات كبيرة في التعليم، وضعف شديد في وظائف المؤسسات التربوية بما فيها الأسرة التي تفقد القدرة على تأدية تلك الوظائف، الأمر الذي يقود إلى ارتفاع معدلات الأمية، والتسرب المدرسي، والعمل المبكر، وانحراف الأحداث، كما أن الارتفاع المستمر للسكان يقود إلى سلسلة من المشكلات والأزمات المركبة بسبب الصراع على الموارد، والبطالة، وما ينتج عنها من جريمة، بالإضافة إلى انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب الذي يجد فيها خيار أخير للهروب من الواقع المزري الذي وجد نفسه فيه في ظل شيوع ثقافة الفساد المالي والإداري في معظم مفاصل الدولة والمجتمع. من هنا ندرك أن تحديات الأمن الإنساني التي تواجه أطفال العراق في الوقت الحاضر والمستقبل هي تحديات حقيقية وكبيرة لا بد لنا من أن نأخذها على محمل الجد قبل أن نفقد السيطرة بشكل كامل على مواجهة هذه التحديات.