الإستيطان الروماني في بلاد المغرب العربي إبّان القرون الثلاثة الأولى للميلاد (دراسة تاريخية تحليلية)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إتّسمت بلاد المغرب العربي بمجموعة من الخصائص الإقتصادية والجغرافية والسياسية، التي أهّلتّها ورفعت من شأنها، حتى جعلتها محط أطماع القوى العظمى – كالإمبراطورية الرومانية -التي سعت للسيطرة عليها، والهيمنة على بلدان حوض البحر المتوسط إبّان العصور الكلاسيكية.
لذلك أخذ الرومان على عاتقهم ، خوض غمار الحروب البونية الضروس التي كلفتهم الكثير من الخسائر، الى أن تحقق لهم النصر بالإستيلاء على العاصمة قرطاجة عام 146 ق.م ، فتحوّلت بلاد المغرب العربي الى ولاية (مستعمرة) تابعة للحكم الروماني ، لتنفيذ مشاريعهم الستراتيجية في الإستيطان والإستثمار، بالإفادة من خيرات البلاد في الإستحواذ على حبوب القمح ، وزيت الزيتون ، وثِمار الكروم والتين والرُمان ، فضلاً عن المحاصيل الحيوانية والمعدنية، من خلال السيطرة على الأراضي الحيوية، وتمليكها للأثرياء الوافدين من الرومان، فضلاً عن إبعاد وتشغيل العناصر التي تُثير قلق السلطة الرومانية ، عِبْرَ تشجيعهم على الهجرة والإستيطان في بلاد المغرب، ما ترتب على هذا الأمر من آثار مُريبة في خلّخلة الوضع الديموغرافي للسكان ، بإستتباب العنصر الروماني وإنتشار ثقافتهم وعاداتهم ، محل الأصول والثقافة والعادات البونيقية المحلّية .
تفاصيل المقالة
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.