المخاطر الاجتماعية والفجـــوات التنمويــــة في العــراق: دراســة اجتماعيــة في مدينــة بغداد

الملخص

شكلت المخاطر الاجتماعية تحديا كبيرا أمام المسار التنموي العراقي مما نتج عنه اتساع في الفجوات التنموية سواء أكانت هذه الفجوات بين مناطق الريف والحضر، أم بين المحافظات العراقية، وفجوة النوع الاجتماعي، كما أنّ طبيعة العلاقة التبادلية بين المخاطر الاجتماعية والعملية التنموية يتطلب تبني اتجاهات تنموية حساسة للمخاطر تأخذ على عاتقها الاستجابة السريعة والصحيحة لهذه المخاطر بعيدا عن العشوائية والتخبط بالاستجابة، إنّ تنامي المخاطر الاجتماعية نجم عنه تعثر في المسار التنموي العراقي  مما أوجد فرصا جديدة لتعميق الفجوات التنموية التي عانى منها المجتمع العراقي على مرّ الحقب التاريخية، إلا أنّ الأمر في الوقت الراهن قد اختلف كثيرا لأنّ حجم الفجوات التنموية ونوعها قد اتسع وتغير وأصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل، لنشهد فجوات تنموية واضحة نتيجة الفروق والمسافات التي نشأت بين المحافظات العراقية ومناطق الريف والحضر فضلا عن فجوة النوع الاجتماعي، كما وتبنّى البحث منهج البحث الاجتماعي بطريقة العينة عن طريق بناء مقياس مكون من (21) فقرة وببدائل إجابة رباعية (أتّفق تماما، أتّفق، لا أتّفق، لا أتّفق مطلقا) إذ طبقت على عينة قوامها (100) مبحوث من الأكاديميين المتخصصين في علم الاجتماع. ولقد توصل البحث إلى عدة استنتاجات أهمها: إنّ طبيعة التغيرات الاجتماعية المتسارعة والمستمرة فرضت أشكالا جديدة من المخاطر الاجتماعية التي لم تكن مألوفة من قبل والتي يصعب التعامل معها. إنّ مشكلة استمرار انعدام المساواة على مستوى المجتمعات والأفراد من أخطر التحديات التي من الممكن أنْ تُوجِد فرصا جديدة لمخاطر اجتماعية أكثر فتكا. تعاني بعض مؤسساتنا الاجتماعية من ضعف في القدرة على تحصين الأفراد الأكثر تعرضا للمخاطر الاجتماعية.