أنسنة الحرب في الشعر العربي قبل الإسلام
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن الأنسنة في الشعر العربي قبل الإسلام لم تكن مقتصرة على المحسوسات من الطبيعة، بل تعدتها إلى ما هو أكثر من ذلك، إذ وجدنا أثناء الاطلاع على دواوين الشعراء عشرات المعنويات المؤنسنة، التي أضفيت عليها الصفات الإنسانية- بوساطة الأنسنة- فتراها ناطقة، متحركة، مليئة بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية، ومن تلك المعنويات المؤنسنة الحرب. شكلت الأنسنة ملمحاً بارزاً في علاقة الشعراء بالحرب، وبرزت بشكل جلّي في الشعر العربي قبل الإسلام؛ لأنها شغلت الفكر العربي القديم، وصوّرها الشعراء بصورة قبيحة تنطلق من الواقع إلى فضاء الإبداع الشعري، تظافرت فيها عناصر الحواس؛ لخلق التأثير المنفر من الحرب التي لا تجلب غير الدمار والخراب.ويهدف البحث إلى إبراز المواضع التي أنسن فيها الشعراء الحرب، واسقطوا عليها بعض الصفات الأنثوية، فهي تلقح، وتحمل، وتنتج كالأنثى، مؤنسنين بذلك الحرب، ومرتقين بها إلى منزلة المرأة. وتأتي أهمية البحث في توضيح مقدرة الشعراء في توظيف الأنسنة في وصف الحرب، اذ استطاع الشعراء إبعاد الحرب عن وصفها الحقيقي كـ(معنى مجرد) بأنسنتها، إذ امتلكت الكثير من الصفات الإنسانية ولاسيما صفات المرأة ، أبرزها الحنان والخيانة، في رؤية شعرية تطابقت فيها صورة الحرب والمرأة، مرتقيين بالحرب إلى مستوى الشعور الإنساني، ومنحوا الحرب أبعاداً دلالية عبر أنسنتها، فخرجت عن دلالتها الأصلية. وتجلت الأنسنة بأروع صورها في نصوص هذا البحث حين ارتقى الشعراء بالحرب إلى مستوى الطبيعة الإنسانية الأنثوية هيأة وشكلاً وحركة.
تفاصيل المقالة
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.