السلطة العشائرية في العراق المعاصر: دراسة اجتماعية تحليلية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
هذه الدراسة الميدانية محاولة لتسليط الضوء على دخول العشيرة ميدان السلطة والقوة، لتكون بديلا للدولة المدنية الحديثة في العراق. الدراسات النظرية ذات العلاقة بالعشيرة والقرابة والدولة كانت خلفية مناسبة للدخول الى التطبيق الميداني. المنهج الوصفي في الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية تم استخدامه عبر تبني المقابلة شبه المقننة على عينة من ١٢٠ مبحوثا اختيروا بطريقة عشوائية منظمة واظهرت النتائج ان هشاشة بناء الدولة وضعفها وفسادها كان وما يزال يلعب دورا حاسما في تغّول العشيرة، وان الناس في العراق لا يتمسكون بالعشيرة ايمانا بها، فالغالبية يعتبرونها تنظيم اجتماعي بدائي يصلح لمرحلة ما قبل نشوء الدولة، واذا كان ضعف الدولة عاملا رئيسيا حاسما في دخول العشيرة لمليء فراغ السلطة، فان العوامل الأخرى لا يمكن اهمالها خصوصا التدخل المباشر لدولة الاحتلال التي ساهمت في اضعاف البناء الاجتماعي-السياسي عبر تقسيم المجتمع الى كيانات سياسية طائفية ودينية وعرقية متناحرة هدفها الأساس تحقيق التوازن في الاختلاف والصراع والاحتراب للإبقاء على العراق دولة هشة تحت السيطرة، من جهة اخري اطلقت قوى الاحتلال يد أجهزة مخابرات الدول الإقليمية المحيطة بالعراق لتضييق الخناق على المجتمع والدولة واخرجت العشيرة من غرفة الإنعاش الى الحياة بصناعة محترفة. ورغم ان العشيرة بقوانينها التقليدية غير مؤهلة للسلطة الا انها البديل الوحيد في عصر الديمقراطية الزائفة التي جاء بها المحتل. وقد تأكد ان قوانين العشيرة لا تصلح لإدارة شؤون مجتمع في القرن الحادي والعشرين لان قوانينها خارج الزمن وإنها لذلك اساءت استخدام السلطة ولكن الناس يتمسكون بها فقط من اجل الحماية حيث لا تستطيع الدولة توفير هذه الخدمة.
الكلمات المفتاحية: القوة العشائرية. العراق
تفاصيل المقالة
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.