التركیبة المجتمعیة لدولة جنوب السودان واثرھا في الاندماج الوطني

محتوى المقالة الرئيسي

منى حسين عبيد

الملخص

یعد السودان واحد من البلدان العربیة الافریقیة الذي یزخر بالتنوع العرقي ،والاثني فھو من البلدان التي لم تعرف
الاستقرار بسبب السیاسات الاستعماریة المتبعة تجاه ذلك البلد ، والتي عملت على تقسیم السودان على اسس عرقیة أو ثقافیة
دینیة،فقد اخفقت النخب السیاسیة في ایجاد مخرج وطني جامع یوظف ذلك التنوع باعتباره مصدر ثراء بدلا من تكریس
الانقسامات الناتجة من جراء النزاعات المسلحة،مما كان لذلك اثره الواضح في مسار تطور الاحداث في منطقة جنوب


لسودان التي عانت ھي الاخرى من سیاسة (فرق تسد) الاستعماریة والتي عملت على تكریس واقع التخلف والتجزئة، مما
ادى ذلك الى بروز الصراعات القبلیة في جنوب السودان بالشكل الذي افقد تلك المنطقة مقومات التنمیة الحدیثة.
لیس ھذا فحسب ، بل عمد الاستعمار الى صیاغة ھویة جدیدة للجنوب من خلال المزاوجة بین المسیحیة والافریقیة
الزنجیة بالشكل الذي جعل من جنوب السودان یتنافر عن شمالھ ذات الاغلبیة المسلمة عما ھو علیھ في الجنوب المتوازن
في حینھا بین مسلمین ومسیحیین الى جانب المعتقدات الوثنیة والذي سیطرة علیھ الارسالیات التبشیریة،والتي ادخلت العدید
من الثقافات الغربیة ومنھا استخدام اللغة الانكلیزیة في المجال التعلیمي فضلا عن استخدام اللھجات المحلیة المنتشرة في
جنوب السودان كما عملوا على تنفیذ سیاسة المناطق المغلقة منذ عام ١٩٢٢ لغایة عام ١٩٥٥ وحصول التمرد في منطقة
توریت جنوب السودان بخلاف الشمالیین الذین بقیت اللغة العربیة ھي الغة السائدة فیھ.
وعلى العموم ،فان السیاسة التي اعتمدھا الاستعمار قد اثرت وبشكل كبیر على التركیبة المجتمعیة لشعب جنوب السودان،
مما جعلھ مختلفا ومتخلفا عن شمالھ .
كما كان للمشكلات السیاسیة، والازمات التي شھدتھا جنوب السودان قبل استقلالھا عن السودان تأثیرھا الكبیر في عملیة
الاندماج الوطني ،الامر الذي یدفعنا الى التساؤل ھل ستتمكن دولة جنوب السودان من ان تحقق الاندماج الوطني بین ابناء
شعبھا ،لاسیما وانھ مجتمع یتمتع بتنوعات عرقیة واثنیة كبیرة قیاسا ببقیة انحاء السودان؟ام ان تلك السیاسة ستشكل عائقا
امام عملیة الاندماج الوطني كجزء من مقومات الدولة العصریة.
ولأھمیة ھذه الدراسة فقد تم اعتماد المنھج التحلیلي الوصفي لمعرفة التركیبة المجتمعیة لشعب جنوب السودان لما یتمتع
بھ من تعددیة اثنیة وعرقیة الى جانب التعددیة الدینیة واللغویة وذلك من خلال بحثنا الموسوم(التركیبة المجتمعیة لدولة
جنوب السودان وأثرھا في الاندماج الوطني).
وجاءت الدراسة بواقع مقدمة وستة محاور ،حیث جاء في المحور الاول:الاطار المفاھیمي ،فیما شمل المحور الثاني:تركیبة
المجتمع السوداني،اما المحور الثالث فأستعرض التركیبة المجتمعیة لشعب جنوب السودان،وجاء في المحور الرابع:اثر
الاستعمار في عملیة الاندماج الوطني.كما تناول المحور الخامس:اثر الصراعات العرقیة والقبلیة في عملیة الاندماج
الوطني وأخیرا جاء في المحور السادس:المشكلات السیاسیة في عملیة الاندماج الوطني.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
"التركیبة المجتمعیة لدولة جنوب السودان واثرھا في الاندماج الوطني". مجلة كلية التربية للبنات, م 25, عدد 3, فبراير، 2019, https://jcoeduw.uobaghdad.edu.iq/index.php/journal/article/view/947.
القسم
Articles
السيرة الشخصية للمؤلف

منى حسين عبيد

عرف جنوب السودان بالتنوع العرقي والقبلي اذ یمثل المفھوم القبلي منھج التعامل في المجتمع الجنوبي ولعل ذلك ما
جعل جنوب السودان دولة غیر مستقرة وتعاني من الانقسامات فالكل یرغب في الحكم على الرغم من عدم وجود كفاءات
تساعد في بناء مشروعة الدولة المدنیة . اذ ان فشل الدولة في التعامل مع التنوع الداخلي على أساس الدین والقبیلة والمنطقة
وصیاغة ھویة وطنیة مستمدة من العناصر المشتركة بین الجماعات المنضویة تحت مظلة الدولة، یجعل من الصعوبة خلق
ھویة وطنیة موحدة قادرة على صھر الجماعات الاثنیة والدینیة في بوتقة واحده.
وعلیھ فقد سعت الدراسة لتوضیح عملیة الاندماج الوطني في دولة جنوب السودان وابرز المشاكل والأزمات التي تحول
دون تحقیق عملیة الاندماج الوطني ومنھا مشكلة (آبیي ،وجنوب النیل الأزرق وكردفان) فضلا عن طرح بعض الحلول
الخاصة بعملیة الاندماج الوطني ومنھا فاعلیة الحكومة في حل النزاعات القبلیة والانفصالیة وذلك بمنح العناصر المعارضة
مشاركة عادلة وفاعلة في السلطة، حیث ان ذلك یسھل عملیة إثراء الاندماج الوطني لوجود مساحة مناسبة لاتخاذ القرارات
المناسبة والتي لا تمس السیادة ، بل تضفي علیھا قدرا كبیرا من الشعور بالانتماء . فضلا عن ترسیخ مسألة التسامح
والاستیعاب للتنوع الموجود ضمن مكوناتھا الثقافیة وحلحلة كافة المشكلات التي تشكل عائقا امام عملیة الاندماج الوطني.

كيفية الاقتباس

"التركیبة المجتمعیة لدولة جنوب السودان واثرھا في الاندماج الوطني". مجلة كلية التربية للبنات, م 25, عدد 3, فبراير، 2019, https://jcoeduw.uobaghdad.edu.iq/index.php/journal/article/view/947.

تواريخ المنشور