سيميائية العتبات في ديوان (حديقة الغروب) للشاعر غازي القصيبي

الملخص

تُعنى هذه الدراسة بالكشف عن سيميائية العتبات، ودورها في بناء التَّماسك النَّصي على مستوى الشكل والدِّلالة في ديوان (حديقة الغروب) للشاعر السعودي غازي القصيبي، ويهدف هذا البحث إلى سبر أغوار الثيمة    السِّيميائيَّة لعتبة العنوان، وعلائقها بالعتبات الأخرى؛ إذ هيمنت ظاهرة الموت والغياب على فضاء المنجز الشعري عبر علاقات سيميائية متداخلة يفضي بعضها إلى بعض من خلال سيميائية النَّص الموازي، وقد قامت الدراسة على المنهج  السِّيميائي الذي يعنى بالبحث عن الدِّلالات التأويلية، والكشف عن الرموز العميقة في بنية العتبات، ودورها في البناء الكلي للديوان، ومن أبرز الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة: عني القصيبي بشعرية العتبات في منجزه (حديقة الغروب) واستطاع أن ينقل مدلول العتبات من الهامش إلى المركزية عندما أولى دلالات ورموز عتبات الديوان قيمتها التي أسهمت في فضاء النَّص وتماسكه، ووازنت بين مركزية التلقي من النَّص إلى المناص، كما أسهمت شعرية العتبات ورموزها السِّيميائيَّة في تجلية مقاصد الديوان ومضامينه مكونة نسيجا موحدا بدءًا بالغلاف الأمامي وانتهاء بالغلاف الخلفي للديوان، وقد كشف التحليل  السِّيميائي لشعرية العتبات في ديوان (حديقة الغروب) عن رؤية خاصة للموت والغياب عند القصيبي تشاكلت مع الحنين، والتأبين، والرضى، والتصالح مع مفهوم الموت وحقيقته، كما مثَّل العنوان أولى عتبات النَّص التي لا يمكن تخطيها؛ لما يحمله من شيفرات ورموز دالة تعين القارئ والمتلقي على استبطان المنجز بكامله.