اغتصاب النساء في العراق بين التشريع والأعراف الاجتماعية: تحليل الخطاب النقدي

الملخص

يعد اغتصاب النساء- في الآونة الأخيرة- مشكلة منتشرة في المجتمع العراقي؛ لذا فقد اصبح من المهم النظر في دور اللغة وتأثيرها في المعتقدات والآراء المشتركة حول الاغتصاب في المجتمع العراقي. وبالتالي، فإن أخذ الاعتبار للدور الحاسم للغة وتأثيرها في تصور الواقع البشري والتنمية الاجتماعية القائمة على معتقدات الناس ومبادئ الحياة أمر لا غنى عنه للغاية؛ عليه يهدف البحث الحالي الى مناقشة هذه المشكلة بشكل نقدي مستندا الى التشريعات والأعراف الاجتماعية في تقارير المنظمات غير الحكومية (2015؛ 2019) عن طريق الإشارة إلى بعض أحكام قانون العقوبات العراقي (1969؛ 2010)؛ لذلك، يقوم الباحثون بفحص الاستراتيجيات الخطابية ووجهات النظر الأيديولوجية في البيانات المختارة عن طريق توظيف تحليل الخطاب النقدي. ويتبنى الباحثون- على وجه التحديد- الطريقة الاجتماعية المعرفية لفان دايك (2011)، ومودل الايديولوجية (2000) لإظهار كيف تنتج اللغة وتعيد إنتاج الهيمنة وإساءة استعمال السلطة، مما يؤدي إلى الظلم وعدم المساواة. توصلت الدراسة إلى أن تقارير المنظمات غير الحكومية مكتوبة بلغة تعكس المواقف والآراء التي يمكن مشاركتها بين أعضاء المجموعة. وتعتمد هذه التقارير بشكل كبير على الأداة اللغوية "الدلالية" التي تعد دليلاً لضمان مصداقية تقديم أدلة حول هيمنة الأعراف الاجتماعية فيما يتعلق باغتصاب النساء. والأهم من ذلك، أن الفصل بين التمثيل الإيجابي والسلبي يتم تبنيه بشكل كبير بوصفه استراتيجية أيديولوجية تظهر التضارب بين التشريع والأعراف الاجتماعية؛ لذلك أوصت الدراسة بضرورة قيام الحكومة في مؤسساتها القانونية بتوفير أحكام لحماية المغتصبات من المجتمع ومن أسرهن.