شعريَّةُ الصُّورة الحسيَّة في ديوان ابن دُنَينير الموصليِّ (ت 627 هــ)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تُعبّرُ الصُّورةُ الحسَّيةُ في شعرِ ابن دُنَينير الموصليِّ([i]) في بنيتها عن تجربةِ الشاعرِ الوجدانيةِ والذهنيةِ, وأفكارهِ ومشاعرِهِ؛ فيصوغُ بها مَفهومًا جديدًا للواقعِ الماديِّ والمعنويِّ، الذي يتسمُ بالوضوحِ أولاً، وبالقرْبِ من الذهنِ ثانيًا، للربْطِ بين الحواسِّ الإنسانيةِ والمعاني الذهنيةِ، لِتُقَدِّمَ الصُّورةُ الحسيَّةُ إلى ((المتلقي صُورًا مرئيةً، يُعادُ تشكيلُها سياقيًّا بتغيراتٍ مُناسبةٍ مع الرؤيةِ الحقيقيةِ التي تتسرَّبُ فاعليتُها إلى المخيلةِ ببصيرةِ الذهنِ))([ii])، إذ تُنسقُ بنيةُ الصُّورةِ الحسيَّةِ الأفكارَ والمشاعرَ في إطارٍ ذهنيٍّ يَضبطُ المعالمَ الداخليةَ والخارجيةَ للوجودِ، فتؤلِّفُ الحواسُّ صُورةً جديدةً للواقعِ والإحساسِ المفْعَمِ بالجمالِ، تُدْركُ بالحسِّ والخيالِ، لأنَّ ((الحواسَّ بهذا المعنَى تكونُ بمثابةِ الجسرِ الذي يُوصِلُ بين العالمِ الخارجيِّ وإحساسَاتِنا الداخلَيةِ))([iii])، إذ تتجاذبُ الصُّورةُ الحسَّيةُ أركانَها التصويريةَ- البنائيَّةَ منْ مَصدرَيْن: مَصدرٌ منَ الحواسِّ الإنسانيةِ، ومَصدرٌ منَ الإدراكِ الجماليِّ، ثم يتفاعلُ المصدرانِ تفاعلاً مَعنويًّا في إثراءِ بنيةِ الصُّورةِ الحسيَّةِ، وتظهرُ فاعليةُ الصُّورةِ الحسيَّةِ عند الشاعرِ بتأجُّجِ انفعالاتِهِ الشعوريَّةِ الحسيَّةِ، في تشكيلِ الصُّورةِ وإبرازِها، إذ تُثيرُ الحواسُّ الإنسانيةُ داخلَ الصُّورةِ الحسيَّةِ بُؤرًا مُشعَّةً ينطلقُ منها الشاعرُ لجلْبِ الإدراكِ الحسيِّ الجماليِّ، وإثارةِ المشاعرِ والأفكارِ التي تُشكِّلُ الصُّورةَ الحسيَّةَ, وتُفيدُ صِياغَتها وبناءَهَا.
تفاصيل المقالة
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.