التراث العمراني لمدينة بغداد من خلال كتاب ((بغداد مدينة السلام)) لأبن الفقيه الهمداني وأثره في تحقيق التنمية المستدامة

الملخص

   حمل ابن الفقيه في كتابه مادة ضخمة وغزيرة عن بغداد مدينة السلام,  ذات أهمية تتعلق بالحياة الحضارية والعمرانية والخدمية فيها شملت: الأقطاعات, والأواوين, والأبواب وغيرها من المراكز الخدمية التي كانت عامرة بها المدينة, و شكلت في مضمونها جزءاً من المنهج الذي سار عليه إذ يقوم على أساس عرضها على شكل فئات متفرقة ضمن مادة كتابه ولها اثرها في تحقيق التنمية المستدامة.من اجل بناء نوع من الجسور الثقافيه بين الامم في المجال الفكري وملاحظة مدى التطور الذي شهدته تلك الشواخص التي وردت في الكتاب لأنها تمثل حلقة مهمة من حلقات المعرفة والتواصل والتكوين الثقافي والحضاري الذي يعد من المنجزات الثقافية الدالة على فائدتها مدى العصور ،لذا تمثل هذه المنجزات العمرانية واحدة من الأهداف التي عبر من خلالها ابن الفقية الهمداني عن عمق ذلك التراث بما يحويه من مآثر وشواخص عمرانية مهما كانت في بساطتها وضعت في تصانيفها المختلفة ،لذا جاء هذا البحث ليعرض ماكانت عليه بغداد من أهمية في مجال التراث العمراني الذي كشف لنا من خلالها ابن الفقيه الهمداني في كتابة (بغداد مدينة السلام)،اذ ركز فيه على العديد من الجوانب العمرانية وأهميتها مستعرضا من خلالها أهميتها التاريخية من خلال ربطها بأحداث عصره ودورها في البناء الحضاري والثقافي وغيرها آنذاك ،ومنها: المساجد والجوامع والمدارس والزوايا والأسواق وغيرها من المؤسسات التي كانت تقدم خدماتها وكذلك الشواخص الأخرى التي كانت تشكل أساس المدينة الإسلامية آنذاك مثل الدروب والشوارع والمحلات وغيرها من خلال دورها في عرض التطور الذي كانت عليه تلك من خلال بيان أهمتها كجزء لايتجزا من التراث الحضاري والثقافي للمدينة الإسلامية بصورة عامة ومدينة بغداد بصورة خاصة.