روايةيا مريم لسنان أنطوان: دراسة تداولية

الملخص

نظرت التداولية إلى الخطاب الأدبي بوصفه موضوعاً خارجياً يحتاج إلى فاعل ويقوم على علاقة تخاطبية ، أي إنها تدرس العمل الأدبي عبر التركيز على مقصدية الكاتب، ومحاولة رصد البعد الحجاجي والمنطقي في النص. فهي تركز على الجانب الاستعمالي والتواصلي للغة الذي يهدف إلى إقناع المتلقي واستمالته والتأثير العاطفي فيه.ورواية (يا مريم) ابتداءً من عنوانها (الاستغاثي) التواصلي، وبنائها الحواري والحجاجي القائم على منطقين مختلفين تماماً، منطق التفاؤل والنظر إلى الأمور بموضوعية مطلقة، ومنطق التشاؤم والانغلاق والنظر إلى الأمور بعاطفة مطلقة. هذان المنطقان يتجسدان من خلال شخصيتي (يوسف) و(مها) اللذين تقع على عاتقهما عملية سرد أغلب أحداث الرواية. وقد اعتمدت الباحثتان المقاربة التداولية في دراسة الرواية عبر قراءة الدلالات والمعاني، والإشارات والمعينات الزمانية والمكانية، ورصد التناصات والحوارات والبعد الحجاجي، والإحالات المرجعية للوصول إلى مقصدية الكاتب والنص، فضلاً عن توظيف آليات المنهج التحليلي الوصفي الذي اتخذناه وسيلة إجرائية للتحليل.وكان لزاماً علينا أن نقدم إطاراً نظرياً لمفهوم المقاربة التداولية وعرضاً موجزاً لنشأتها وتطورها، وإمكانية تطبيقها على النص السردي، وهذا ما تضمنه المبحث الأول من البحث، أما البحث الثاني فكان من نصيب الجانب الإجرائي والتحليلي الذي جاء على محاور عدة.