التواصل الحجاجي في "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لابن القيم: المقومات وآليات الاشتغال مريم إبراهيم علي غبان

الملخص

يسعى هذا البحث إلى الكشف عن مقومات الخطاب الحجاجي في كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين)، لابن القيم الجوزية، بوصفه خطابًا معتدلاً، يحمل فكرًا إسلاميًا رصينًا، يتسم بالاستمرارية، والشهرة، والواقعية، والقدرة على التفاعل مع مستجدات العصور المتلاحقة، وهذا مما يعكس النضج الفكري، الذي وصل إليه التأليف في فلسفة الحب، وما يتمتع به من أسس تربوية صالحة لكل زمان ومكان.وللكشف عن مكونات الخطاب الحجاجي، وخصائصه، وآليات اشتغاله في كتاب ابن القيم، تقترح الدراسة مقاربة تداولية، تستهدف أقطاب التواصل (المرسل، و المستقبل، و الرسالة)، ومن خلال القطب الثالث، تُقدم الدراسة محاولة تأويل محايث؛ لتحاور النص السردي من داخله، وتستنطق دلالاته الفلسفية والجمالية؛ لتكشف عن جدل منطقي، يتوافق مع روح العصر الذي ظهر فيه الكتاب، يتضح ذلك عن طريق الكشف عما وظفه المرسِل من حجج عاطفية تتصل بالسمات الأخلاقية، للمرسل، وبما يحمله من تجارب ذات سمة واقعية، لها دورها في إقناع المتلقي، وجميع ما سبق يستهدف الكشف عن أسرار الخطاب واستجلاء خباياه، التي ترسخ قيم الحوار والإقناع وتقبل الاختلاف بإيراد الرأي والرأي المخالف، ومحاولة التوفيق بينهما؛ ولذلك اخترنا المدخل الحجاجي، كونه فعلا تواصليًا، ينهض على جملة من القواعد التفاعلية، التي توجه مقاصد المتخاطبين.