مدرسة شيكاغو في علم الاجتماع الحضري: مقاربة اجتماعية- تاريخية في تأثير الفكر البراغماتي كإطار نظري مرجعي فيها، 1892- 2020
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
حلّلت هذه الدراسة النظرية تحليلاً وتقييماً اجتماعيا-تاريخياً لتراث مدرسة شيكاغو في علم الاجتماع الحضري على ضوء نمو وتطور مدينة شيكاغو وتأسيس علم الاجتماع فيها. أصبح علم الاجتماع تخصصاً أكاديمياً معترفاً به في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، تحديداً، بعد أن تم تأسيس أول قسم لعلم الاجتماع في جامعة شيكاغو عام 1892، وكان ذلك خلال فترة التصنيع السريع والنمو المستدام لمدينة شيكاغو. اعتمدت مدرسة شيكاغو على مدينة شيكاغو تحديدا، وهي واحدة من المدن الأمريكية التي نمت وتوسعت بسرعة فائقة في العقدين الأولين من القرن العشرين. شهدت المدينة في نهاية القرن التاسع عشر وصول أعداد كبيرة من المهاجرين من أوروبا ومن الجنوب الأمريكي. تهدف الدراسة الحالية إلى البحث في تراث مدرسة شيكاغو من خلال التعمق في أصل ونشأة وتطور مدرسة شيكاغو لعلم الاجتماع الحضري، ثم تسليط الضوء على بروزها وهيمنتها على الصرح الأكاديمي الأمريكي في العقدين الأولين من القرن العشرين، وأوضحت الدراسة دور الفكر البراغماتي في نمو هذه المدرسة وتطورها إلى صرح علمي بارز بين مجمل الجامعات الأمريكية. لقد استمر العصر الذهبي لهذه المدرسة وإبداع روادها من الأساتذة حتى منتصف الأربعينيات. شرحت الدراسة مسببات أفولها وانحدارها بعد منتصف الأربعينيات من القرن الماضي. ومن ثم حاولت أن تقيّم واقع هذه المدرسة بعد الأربعينيات ولغاية العقدين الأولين من الألفية الحالية. توصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن كثيرا من تقاليد علم الاجتماع الحضري في مدرسة شيكاغو والحقول الفرعية التي ترسخت فيها، كانت ولا تزال مهمة، وستظل تشكل مركزاً لهذا التخصص، إلا أن هذا لا يعني وجوب تطبيق مناهج وأساليب الدراسات التي أجريت تحت راية مدرسة شيكاغو لعلم الاجتماع الحضري لمدن اليوم، وذلك لعدم ملاءمتها لواقع الحياة الحضرية للمدن الصناعية اليوم، بسبب التحولات الجذرية على جميع الأصعدة، الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والثقافية، فضلا عن تقنيات الاتصال الحديثة التي غيرت وجه العالم من خلال ما يسمى اليوم بالعولمة.
تفاصيل المقالة
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.